الحروب بينهم في أيام متفرّقة. ووافى [1] صالح بن مرداس [2] من فلسطين،
[ابن مرداس ينهب بلاد الساحل وينزل على حلب]
وقد نهب في طريقه كثيرا من أعمال الساحل وأتى عليها، وقصد حلب في خيل كثير يوم الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان من السنة، ونزل على باب الجنان [3]، والتمس أن يخرج إليه القاضي والعدول، فلم يتّفقوا على [4] الخروج نحوه، فانصرف عنهم وعاد [ثاني يوم] [5] بالخيل والظّعن، ونزل على [باب] [6] حلب، واتّصلت [7] الحرب بينهم مدّة نيّف و [8] خمسين يوما، وقتل من الفريقين جماعة كثيرة [9].
واتّهم [10] موصوف والي القلعة أبا [11] المرجّا [12] بن المستفاد الحمداني، [1] في (ر): «ووافا». [2] في الأصل وطبعة المشرق 245 «مرداش». [3] في (ب) و (ر): «الخبار». [4] في (ب) و (ر): «فلم يثقوا بالخروج». [5] ما بين الحاصرتين من (ب)، وفي الأصل وطبعة المشرق 246 «وعاد ثانيا». [6] زيادة من البريطانية. [7] في الأصل وطبعة المشرق 246 «واتصل»، والتصحيح من البريطانية. [8] في البريطانية: «تنيف عن». [9] قال ابن العديم: «وسيّر صالح بن مرداس كاتبه أبا منصور سليمان بن طوق، فوصل إلى معرّة مصرين، وغلب عليها، وقبض واليها، وقيّده، وسار إلى حلب في جماعة من العرب، لسبع بقين من رجب، فجرى بينه وبين سديد الملك ثعبان وموصوف الخادم حرب في أيام متفرّقة. وسار صالح بن مرداس إلى حلب، في جمع كثير، ونزلها يوم الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان من سنة خمس عشرة وأربعمائة، على باب الجنان. وجاب الحلل يوم الاثنين وحاصرها ستّة وخمسين يوما». (زبدة الحلب 1/ 227). وقال ابن الأثير: «وقصد صالح حلب، وبها إنسان يعرف بابن ثعبان يتولّى أمرها للمصريّين، وبالقلعة خادم يعرف بموصوف، فأمّا أهل البلد فسلّموه إلى صالح لإحسانه إليهم، ولسوء سيرة المصريين معهم، وصعد ابن ثعبان إلى القلعة، فحصره صالح بالقلعة، فغار الماء الذي بها، فلم يبق لهم ما يشربون، فسلّم الجند إليه، وذلك سنة أربع عشرة وأربعمائة، وملك من بعلبك إلى عانة، وأقام بحلب ستّ سنين». (الكامل في التاريخ 9/ 230،231). [10] في البريطانية و (ر): «وانهزم». [11] في (ر) والبريطانية «أبو». [12] في (ر): «مرجا».